عمر الحمل يقدر من أول يوم في آخر دورة طمثية

عمر الحمل يقدر من أول يوم في آخر دورة طمثية




إن الهدف الأكبر والأهم في طب التوليد هو التأكد من الصحة الفيزيائية والوظيفية الجيدة للمواليد الحديثة (سليم عقلياً وجسمياً) وهذا كله الهدف الأسمى والجوهري وهو العيش بإرادة الله تعالى بصحة جيدة للأم والمولود. فالعمل على تحقيق هذا الهدف وهذه النهاية في حياة الإنسان منذ وجوده في الرحم تستمر لتكون الأكثر صعوبة وتعقيداً في كل الأبحاث البيولوجية. وأصبحت الاكتشافات الكبيرة هامة جداً لكل البشرية. ولهذا السبب فان العصر الحاضر لطب التوليد ومنذ أكثر من ربع قرن كانت البحوث الطبية في فن التوليد تركز على فيزولوجية أي علم الوظائف والفيزيولوجية المرضية والتطور والبيئة للجنين ولقد حصلنا اليوم على نتائج هامة، حيث أصبح الآن الاهتمام بالجنين مماثلا تماماً للاهتمام الذي يعطى لأي مريضة بشكل كبير وهو يعادل نفس الاهتمام الذي يوليه الأطباء ومنذ وقت طويل للمرأة الحامل. ان البحوث الموجهة لفهم تطور ونضج الجنين تأخد بعين الاعتبار إسهام الجنين بالتعشيش وتعرف جسم المرأة على الحمل واستقبال الجهاز المناعي للحمل ووظائف الغدد الصماء والتغذية.
إن المصطلحات المتعددة والمختلفة المستعملة دائماً للدلالة على مدة الحمل وعمر الجنين تكون أحيانا غير واضحة. فالعمر الحيضي أو عمر الحمل يقدر من أول يوم في آخر دورة طمثية أي الوقت الذي يسبق الحمل بالتحديد، وهذا يكون حوالي أسبوعين قبل الاباضة والإخصاب وحوالي ثلاثة أسابيع قبل التعشيش أي التصاق البويضة الملقحة ببطانة الرحم وتقدر ب 40أسبوع وتحسب من أول يوم من الدورة الحيضية الأخيرة وحتى ولادة الجنين وتعادل 280يوماً، تقريباً تسعة أشهر وثلث من أشهر التقويم السنوي، أو 10وحدات كل وحدة مؤلفة من 28يوماً ويمكن ان تعتبر وحدة 28يوماً بمثابة شهر قمري. ولكن بالواقع يكون الوقت من قمر جديد الى قمر جديد تالً هو تسعة وعشرون يوماً ونصف اليوم. ويعتمد المولدون في حساب الحمل لأي حمل على أساس العمر الحيضي، بينما يعتمد أخصائيو الأجنة في تقديراتهم على الأيام أو الأسابيع منذ زمن الاباضة ويبدو ان هذين الاثنين يكونان متماثلين تقريباً. وهناك بعض الأهمية في تقسيم مدة الحمل إلى 3أجزاء وكل جزء مكون من ثلاثة أشهر تقويمية سنوية أو ثلاثة أجزاء ثالوثية لان بعض الأهداف الهامة التوليدية يمكن تعيينها بشكل مناسب بواسطة هذه الثواليث فمثلاً ان إمكانية الاجهاض العفوي محدد بشكل أساسي للثلث الأول الحملي، مع احتمال الحياة لطفل الوليد قبل أوانه تزداد في حالات الحمل التي تصل الى الثلث الثالث.


مراحل متعددة

خلال أول أسبوعين من الإباضة هناك مراحل متعددة ومتتالية للتطور وهي:

1.الاباضة

2.إخصاب البيضة

3.تشكيل الكيسة الارومية الحرة

4.تعشيش الكيسة الارومية وهي عملية تبدأ في نهاية الأسبوع الأول بعد الإخصاب. تبدأ الزغابات المشيمية البدئية بالتشكل بعد التعشيش، حيث تتكون المضغة. وتبدأ الفترة المضغية في بداية الاسبوع الثالث بعد الاباضة أو بعد خامس أسبوع بعد أول يوم من آخر دورة طمثية ويتوافق مع الوقت المتوقع للحيض التالي. أكثرية اختبارات الحمل تكون ايجابية في هذا الوقت. يكون في هذه المرحلة القرص المضغي واضحاً بشكل جيد والسويقة الجسمية تكون متميزة ويقيس الكيس المشيمي حوالي اسم قطرياً وتكون الزغابات المشيمية موزعة بالتساوي حول محيط الكيس المشيمي. في نهاية الاسبوع الرابع بعد الاباضة يكون قطر الكيس المشيمائي حوالي 2- 3سم والمضغة حوالي4- 5سم طولاً. يكون القلب والتامور كثير الأهمية بسبب توسع التجاويف القلبية، كذلك فان براعم اليدين والقدمين تكون موجودة ويبدأ الغشاء السلوى بتغطية السويقة الجسمية، حيث من هنا تتحول إلى حبل سري. في نهاية الأسبوع السادس بعد الإخصاب أو حوالي 8أسابيع بعد بداية الدورة الحيضية الأخيرة يكون طول المضغة 22- 24ملم والرأس كبير بالمقارنة مع الجذع وتكون أصابع اليدين والقدمين موجودة والأذن الخارجية تعرف بتشكلها في طرفي الرأس.


نهاية المرحلة المضغية

الجنين: يعتبر اغلب علماء الجنين ان نهاية المرحلة المضغية وبداية المرحلة الجنينية تحدث اعتباراً من الأسبوع الثامن بعد الإخصاب أو الأسبوع العاشر بعد بداية آخر دورة حيضية وفي هذا الوقت تكون المضغة قد بلغت حوالي 4سم طولاً ولا يتشكل سوى قليل من البني الجديدة والكبيرة بعد هذه الفترة وان التطور خلال الفترة الجنينية في الحمل يكون على حساب نمو ونضج البنى التي تشكلت خلال الفترة المضغية.

في نهاية الأسبوع الثاني عشر للحمل بالعمر الحيضي أو 10أسابيع بعد الاباضة يكون الطول القمي العجزي crown rump للجنين 6- 7سم وفي هذا الوقت يكون الرحم محسوساً فوق عظم العانة فقط . وتبدأ مراكز التعظم بالظهور في أكثرية عظام الجنين، ويمكن التعرف على أصابع اليدين وأصابع القدمين التي تملك حينها أظافر وهناك أقار ظاهرة للشعر وتبدأ الأعضاء التناسلية بالظهور ونستطيع بها تفريق الجنين.

في نهاية الأسبوع 16بالعمر الحيضي يكون الطول القمي العجزي للجنين 12سم والوزن حوالي 110غرام وبالفحص الدقيق للأعضاء التناسلية الخارجية يمكن معرفة جنس الجنين.

في نهاية الشهر الخامس القمري أو نهاية الأسبوع العشرين يزن الجنين الآن أكثر قليلاً من 300غرام ويصبح الجلد أقل شفافية ونلاحظ وجود زغب يغطي الجسم بكاملة ويكون بعض شعر الفروة مرئياً. أما في نهاية الأسبوع 24يكون وزن الجنين حوالي 630غرام يمتاز الجلد بأنه متجعد ويبدأ الشحم بالتكون تحته والرأس مازال كبيرا بالمقارنة بباقي أجزاء الجسم وفي هذه المرحلة تتميز الحواجب والرموش. والجنين المولود في هذه الفترة يحاول التنفس ولكنه دائماً يموت بعد الولادة بمدة قصيرة وإذا توفرت إمكانية عناية مركزة فمن الممكن بإرادة الله تعالى ان يعيش الجنين.

في نهاية الأسبوع 28بعد بداية آخر دورة حيضية يكون الطول القمي العجزي حوالي 25سم ويزن الجنين حوالي 1100غرام ويكون الجلد رقيقاً احمر ومغطى بطلاء جنيني ونلاحظ ان الغشاء الحدقي قد اختفى من العينين والطفل المولود في هذا الوقت يحرك أطرافه ويبكي بضعف ويستطيع الوليد في هذا العمر الحملي وبوجود عناية فائقة من العيش بإرادة الله تعالى. في نهاية الشهر الثامن القمري أو 32أسبوع يبلغ الطول القمي العجزي حوالي 28سم والوزن حوالي 1800غرام وتكون الطبقة السطحية للجلد حمراء اللون ومجعدة ويعيش الأطفال المولودين في هذه المرحلة مع عناية جيدة. في نهاية الأسبوع 36من الحمل ويكون معدل الطول القمي العجزي للجنين يكون حوالي 32سم طولاً والوزن حوالي 2500غرام وبسبب توضع الشحم تحت الجلد أصبح الجسم أكثر ضخامة وتختفي التجعدات التي كانت ظاهرة على الوجه . في الشهر العاشر القمري أو 40أسبوعا بعد بداية آخر دورة حيضية يكون الجنين قد تكون بشكل كامل مع ملامح مميزة عند الأطفال حديثي الولادة ويكون معدل الطول القمي العجزي حوالي 36سم ووزنه يكون تقريباً 3400غرام.